قبل عدة أيام، كنت أتنزه مع جارتي و أطفالها في إحدى الحدائق عندما أرادت أن تريني شيئاً. مشينا قليلاً ثم إذا بأربعة أقماع من التي تستخدم في المرور و السلامة تنتصف طريق المشاة في الحديقة و التي تمنع فيها الدراجات و أي نوع آخر من العربات و يسمح فيها فقط بالتنزه على الأقدام، مما يثير التساؤل عن سبب وجود هذه الاقماع هناك.
عندما إقتربنا أكثر و إذا بطائر جالس في المنتصف و قد وضعت الاقماع بشكل دائري حوله. إعتقدت أنه جريح و لا يستطيع الحركة إذ أنه لم يتزحزح عن مكانه بالرغم من قربنا منه و إكتفى بالزقزقة بصوت مرتفع حاد. و لكن جارتي أشارت إلى ما تحته و إذا بها بيضة داكنة اللون. فقد إختارت هذه الأم أن تضع بيضها في هذا المكان بالرغم من إتساع الحديقة و كثرة مخابئها التي قد تكون أئمن على البيض من طريق المشاة. فما كان من القائمين على شئون الحديقة إلا أن رضخوا لقرارها و أحاطوا عشها بأقماع المرور ليعلم الجميع بوجود هذه الأم و بيضها فلا يقتربوا من عشها و يزعجوها.
أخبرتني جارتي بأنها قد أتت هنا قبل عدة أيام، و لا زالت الأم و بيضها حتى اليوم سالمين و آمنين.
سبحان الله... كم أثر هذا المنظر فيني.
عادت بي الذكريات إلى بيت إحدى معلماتي و التي عندما زرتها وجدت هرتين رضيعتين في فناء منزلها. أخبرتني بأن إبنتها قد عثرت على الهررة في المدرسة و قد إجتمعت عليهن الطالبات بعد أن طاردوا الأم، و أمسكنهن من ذيولهن القصيرة و بعد عدة تلويحات في الهواء يرمينهن ليصطدمن بسور المدرسة وسط قهقهة الزميلات و تشجيعهن. و الهرتين اللتين أحضرتهما إبنتها هما الوحيدتان اللتان نجتا من هذا المصير بفضل تدخل الإبنة.
أختم موضوعي بعدة حوادث مع رسول الله حث فيها على الرفق بالطير و الحيوان بل و حتى الحشرات:
فهناك حادثة للرسول الكريم في فتح مكة إذ بينما كان المسلمون يحاولون اتخاذ الطرقات غير المعروفة للوصول إلى مكة قبل أن يعرف أهلها حتى يدخلوها دون قتال وحتى لا تراق الدماء , صادفهم على أحد الطرقات كلبة في حالة ولادة أمر الرسول الكريم بتغيير خط سير الجيش رغم ما قد ينطوي عليه ذلك من خطورة وذلك حتى لا يفزعون الكلبة التي تلد.
ومر الرسول برجل يحلب شاة فقال :" أي فلان إذا حلبت فأبق لولدها فإنها من أبر الدواب" أخرجه الطبراني عن عبد اله بن عمرو
ورأى الرسول الكريم نفرا" من الصحابة أحرقوا قرية نمل فنهاهم عن ذلك وقال لهم ( إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار) أخرجه أبو داود عن عبد الله بن عمر
و قال صلى الله عليه و سلم:( من قتل عصفورا عبثا" و عج إلى الله يوم القيامة يقول : يا رب إن فلانا" قتلني عبثا" ولم يقتلني منفعة) أخرجه النسائي وابن حيان في صحيحه عن الشريد
ربة منزل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق