إعلان من نوع آخر

زرنا في عطلة الأسبوع بعض الأقارب الذين أتوا للعلاج في مدينة هيوستن. مدينة هيوستن تبعد عن دالاس حوالي أربعة ساعات و هي مدينة كبيرة جداً و معروفة عند السعوديين خصوصاً موظفي شركة أرامكو. عندما نزلنا للإفطار في بوفييه الفندق، ذهب رب المنزل للشيف و طلب منه  طبق بيض مقلي Fried eggs .سأله الشيف إن كان يريد طريقة معينة ك Eyes Eggs .

طبعاً رب المنزل تفاجأ بأن الشيف يعرف مصطلح "بيض العيون"، و لكن إتضح أن الموظفين السعوديين قد عرفوا الشيف المكسيكي بطريقتهم المفضلة لإعداد البيض و بترجمة إسمها العربي حرفاً حرفاً للإنجليزية. الإسم الأمريكي للطبق هو Sunny Side Up.

أثناء تجوالنا في المدينة الكبيرة، أردنا أن نتوقف لتناول القهوة . عند مواقف السيارات و على الرصيف المحاذي للشارع العام، لفت نظرنا رجل يحمل لوحتين كبيرتين، واحدة أمامه و الثانية خلفه و قد علقهما على كتفيه بحبل أبيض. في البداية ظننا أنه إعلان تجاري و لكن عندما خرجنا من السيارة  متجهين للمقهى إتضح أنه إعلان و لكن من نوع آخر.

الأستاذ طلع حرامي! اللوحة تقرأ: أنا لص. سرقت ٢٥٠,٠٠٠ دولار من صندوق محافظة هارس لضحايا الجرائم. دانييل ميراليس.

الرجل كان يتجول باللوحة ذهاباً و إياباً على الرصيف. الأمر كان غريب جداً بالنسبة لنا. لا أدري كيف فعلها ،و لكن رب المنزل ذهب إلى الرجل و إستأذنه أن يصوره  و سأله عن اللوحة. اللص الظريف كان "مروق" و مستعد للإجابة. حضرته سرق المال من الصندوق و ذهب إلى لاس فيغاس- عاصمة القمار - ثم قبض عليه. سأله رب المنزل إن كان أعاد المال فرد بلا. و سأله عن العقوبة  فقال أنها ستة سنوات يأتي فيها كل سبت لهذا المكان و يحمل اللوحة ذهاباً و إياباً على الرصيف. مضت سنتان و بقيت أربع و عنده موعد في المحكمة  بعد شهرين ليرى القاضي إن كان قد تاب أم لا و يخفف عنه الحكم.

شربنا القهوة و عدنا للسيارة و الرجل لا يزال يمشي باللوحة. في اليوم التالي مرينا قرب المكان صدفة و وجدنا إمرأة هذه المرة تحمل نفس اللوحة و تتمشى ذهاباً و إياباً.  يبدو أن أسلوب التشهير هذا لم يؤتي ثماره.

تحياتي 

ربة منزل