لحاف حديقة الزهور. لحاف جدتي. و أكبر إنجاز لي في ٢٠١٦.
أشعر أني أمضيت أغلب هذا العام و أنا أفكر به و أتحدث عنه و أعمل عليه. و الآن، و بعد أن إنتهيت منه، لا أجد كلمات لأكتب بها عن هذا المشروع.
من يتابع المدونة و حساب الإنستغرام الشخصي يعلم أني بدأت مع أول السنة. شهر يناير.
إستخدمت ما يقارب ١٤ متر من القماش الملون و مثلها من القماش الرمادي الفاتح للوجه و الظهر. خمسة بكرات خيوط. حشو مقاس سرير مزدوج ( كنغ King ). و ما يزيد عن ١٢ متر من النسيج اللاصق Fusible Web.
كان من المفروض أن يكون اللحاف قطعة واحدة كبيرة. لكن حدث خطأ لم أحسب حسابه أثناء عملي و صارت النتيجة ٣ لحف.
بكرات خيوط التضريب |
وسط اللحاف أثناء العمل |
سأشبعكم صور في هذه التدوينة. من كل زاوية و بعدة إضاءات، حيث صورته في الصباح و العصر و المساء.
و لكني قبل ذلك سأحدثكم عن السبب الذي جعلني أتأخر في إتمامه. شيء من الفضفضة.
الوقت المفروض الذي إحتاجه اللحاف ليتم هو ٥ أشهر فقط. و مع ذلك إستغرق إتمامه ١٠ أشهر.
كانت هناك عدة أسباب لذلك. و لكن السبب الرئيسي هو الخوف.
لماذا كنت خائفة؟
لأن الناس لا تقدر الجهد و الوقت و المال الذي إستثمرته في عملي. و لأني حتى اليوم و عندما أشارك أعمالي مع أغلب من حولي، أرى ملامحهم تتغير من إعجاب أو إستغراب ( عند رؤية العمل ) إلى صدمة ( عند معرفة تكاليفه و الوقت ) ثم إلى بوز ملوي و حاجب مرفوع و نظرة معناها بين التقليل من شأن الجهد و العمل إلى الإتهام بأني مضحوك علي أو أني أبالغ في إستثمار وقتي و مالي في عملي الذي أحب. البعض لا يكتفي بإشارات جسده بل يفسرها لي صراحه، و ينهي كلامه بنثرة خفيفة من يده.
ولأن هذا اللحاف سيعلق في بيت جدتي و سيراه الكثيرون و ستتحدث عنه جدتي، سيكون عدد الحواجب و الأبواز و النظرات مضاعفاََ. ظل خوفي من عدم تقدير الناس عائقاََ يتمثل كلما نظرت في ناحية غرفة الخياطة التي وضعت بها لحاف حديقة الزهور.
ثم بدأت أفكر: أنا لا أستطيع التحكم بتعليقات الناس و لا تفكيرهم و أرائهم. و لكن كل يوم أتأخر فيه بإنجاز اللحاف، هو يوم لا تستمتع به صاحبة اللحاف ( جدتي ) بلحافها. كما أن الشعور بعدم الإنجاز شعور مهزوم مدمر. لو رضيت به مرة، فأنا واثقة أن هذه المرة ستتحول لمرات. و عندها ستذهب حلاوة الإنجاز و متعة التخطيط والتحدي و التجربة، و سيصبح كل ما أقوم به مكرراََ لا جديد به.
أطلت عليكم. و لكن كما قلت هي بعض الفضفضة. و الحمدلله تجاوزي لهذا العائق، و إن كان إحتاج بضعة أشهر ، إلا أنه زاد من إصراري و عزيمتي.
أترككم مع الصور
أجزاء اللحاف الثلاثة |
حديقة الزهور في حديقة جدتي |
تحياتي
ربة منزل
الف مبروك ع الانجاز وزي م قلتي تقدير الكثير من الناس للاسف مفقود اتجاه الكثير من الاعمال وخاصه عمل اليد
ردحذفما عاد يهمنا لا النظرات ولا الافواه مقلويه او مبوزه
مبروك للجده
الله يبارك فيك :*
حذفماشاء الله قمة ف الروعة ويشع بهجة وروح
ردحذفشكراََ لك.. ملاَ الله أيامك بهجة
حذفرائع رائع راااااااااااااائع الناس ترى الاشياء بعيون قلبها فمن لم يرى في عملك المبدع جمالا فهو اعمى عليه ان يستشير طبيب عيون او بالاحرى طبيب قلوب
ردحذفولان ارضاء الناس غاية لا تدرك فسأعمل على ارضاء نفسي ولا اهتم
تحية من الجزائر
و شكراََ جزيلاََ على تعليقك و دعمك لي. و صدقت في كلامك. أسعدني أن أعلم أني للمدونة قراء من الجزائر.
حذفتحية من السعودية
لو قلت لك تدوينتك تلك أقربهم لنفسى ...من المحتمل لانى ارتبطت عاطفيا منذ البداية بلحافك هذا راوية ولمعرفتى بقصته ....ربما لا يفهم الكثير معنى أن تجهد نفسك وروحك بعمل تحبه وتتعب فيه وتجهد عقلك بكيفية اتمامه على أتم وجه ....ربما لا ولن يفهموا يوما ...فلا طائل من إنتظار شىء منهم ...المهم ما عانيته والأهم انك احببتى ما عملتى....المال قد يشترى لنا الكثير والكثير لكنه لا يمنحنا روعة المعنى وبقاء الأثر...
ردحذفطال اثرك الطيب أينما كنت غاليتي
لقد ابدعتى واجدتى وهذه اللوحه الفنيه الرائعه تروى كم من وقت وجهد بذلتى ماشاء الله ربنا يبارك
ردحذفماشاء الله جمييييل جداً
ردحذفكنت سأكتب أني أرغب في شراءه لكن عندما اكملت قراءة التدوينة اتضح أنه هدية
مبارك للجدة والله يهنيها فيه