الجمعة، 11 يوليو 2014

حاملة الكسرولة



كيف حال الجميع مع شهر رمضان؟
اللهم أتمه بالأفراح و الخيرات علينا و على جميع بلاد المسلمين.

في الأسابيع الماضية حدث الكثير. نهاية شعبان شاركت بمعرض لبيع الحرف و المستلزمات المنزلية لمدة ثلاثة أيام في مدينة الجبيل الصناعية. الإستعداد للمعرض تطلب عشرة أيام من العمل المتواصل. رغم أني تعرفت على الكثير و عرفت الكثير على "درزة" ، إلا أنني تنفست الصعداء عندما ختم المعرض. كنت منهكة بشكل لم أعرفه من قبل. 

 إنتهيت أيضاً من ترقيع لحاف دون تضريب و لحاف آخر أنجزته و أهديته لصاحبته الصغيرة و لكن الصور التي ألتقطتها ليلتها لم تعطيه حقه ففضلت أن لا أكتب عنه حتى يعلق و تلتقط له صورة أفضل.

مع دخول رمضان إنشغلت بما يشغل المسلم به نفسه في هذا الشهر الكريم. من ذلك أني أتابع حلقتين يوميا من شرح الموطأ للشيخ سعيد الكملي على اليوتيوب و هو شرح ممتع  لم أجد مثيلأً له. فالشيخ فتح الله عليه موسوعة إسلامية يجمع في درسه الحديث و علم المحدثين و السيرة و الفقه بمذاهبه و التاريخ الإسلامي و اللغة العربية و الشعر و أكثر من ذلك. الإستماع لدرس واحد له يجعلك تريد الإستماع للمزيد و المزيد من دروسه و كلامه.

إنتهيت اليوم من تجربة جديدة كنت مترددة جداً بالخوض فيها لولا تشجيع عماتي العزيزات :)
التجربة هي حاملة الكسرولة. ( للمعلومية بحثت عن التسمية المناسبة للصينية الزجاجية كوني أسميها " بايركس "و لكن هذا إسم الشركة المصنعة. وجدت أن هناك رابط في ويكيبيديا تحت مسمى كسرولة لهذا النوع من الصواني فأخذت برأي ويكيبيديا ).
كون الفكرة كانت تجربة، إشتريت قماش " شالكي " رخيص الثمن مصنوع من البوليستر. لم أتعامل قبل مع البوليستر في الخياطة و الكي و كان هذا سبب في أن لا تنجح هذه التجربة كما أردت.


وجدت شرح غير واضح من مدونات أخرى لخطوات العمل. و في النهاية قمت برسم و قص و خياطة الباترون بإرتجال إعتماداً على ما تعلمته من تجاربي السابقة. و كان القص موفقاً و لكن لم أحسب حساب القماش الصناعي الذي ينكمش عند الكي رغم تقويته بورق الفازلين. كانت كل قطعة عندما أمرر عليها المكواة تنكمش أمام عيني بنسبة ٢٠٪ . عزمت على أن أمضي في عملي. فإذا كانت كل القطع تنكمش و تتقلص بنفس النسبة فلن يضر ذلك خطوات العمل و كل ما هنالك أن النتيجة ستكون أصغر مما خططت له.
و تابعت عملي.

القماش الرهيب ظل ينسل طوال الوقت دون توقف. و يترك أثراً على باطن المكواة و يهرهر و ينتشر فوق كل سطح و زاوية و طاولة. 
و تابعت عملي.

 
عند الخياطة، كان من الصعب الحفاظ على خط مستقيم. و هو مالم ألحظه أبداً مع القطن. و مهما بطأت من سرعة الماكينة يظل القماش يتزحلق و تنحرف الغرز عن مسارها الصحيح ثم تعود لتنحرف من جديد و أنا أصر على أسناني و أضغط بأطراف أصابعي لعل ذلك يضبط القماش المشاغب.
و تابعت عملي

لعله الصيام و تهذيبه الخاص للإنسان هو الذي جعلني أواصل للنهاية. و النتيجة رغم أنني لم أكن راضية عنها البتة إلا أنني إرتحت بإنتهائها. كانت حاملة الكسرولة رقماً أخر عن قائمة الثلاثين و قد شطبته الآن. الحمدلله!




تحياتي
ربة منزل


هناك تعليقان (2):

  1. يعجبني إصرارك ماشاء الله
    وشكراً على ذكر دروس الشيخ سأتابعه ان شاء الله

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً فاطمة.. بإذن الله ستستمتعين بالدروس :)

      حذف