الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

السداسي الأخير


لا أدري ما الذي دفعني للتفكير بالسداسيات من جديد.
آخر مرة جربت ترقيع السداسيات كانت في ٢٠١٢. كان ذلك باليد. و إستغرق مدة طويلة لتجميع الرقع مع بعضها. لا زلت أتلحف بلحاف السداسيات إلى اليوم و لكن فكرة الترقيع باليد لم ترق لي. 


جائتني طلبية عمل لحاف لطفلة و ترك لي إختيار التصميم. لسبب ما قررت أن الرقع ستكون مسدسة الشكل لتعطي اللحاف طابع تقليدي. على ما يبدو أني نسيت وجع الراس الذي حصل مع اللحاف السداسي الأول.
 هذه المرة أضفت المثلثات حول كل سداسي لأستطيع أن أجمع القطع من بعضها البعض في الماكينة.


لأوضح لكم أكثر:
قمت بقص السداسيات ( أو المسدس على وزن مثلث ) بالعدد الذي أردت
ثم أضفت إلى كل سداسي مثلثين على ضلعين متقابلين.
و بهذا صار عندي شكل جديد: معين.
كررت العملية مع كل سداسي حتى إنتهيت.



بعدها جاء دور صف المعينات. 
أخذت كل الرقع إلى الأرض و فرشتها. 
لعبت بالصفوف و الأشكال ساعتين أو أكثر لأرى أي منها سيروق لي أكثر. 
ثم ظهر لي التصميم النهائي. السداسي الكبير.






الآن جاء دور الجد. كيف سأجمع هذه الرقع مع بعضها البعض؟ كيف سآخذها على ماكينة الخياطة بعد أن فرشتها على الأرض؟ كيف سأرتبها بحيث لا تختلط و يتقدم لون مكان آخر؟ 
أولاً إلتقطت صورة بجوالي لتكون لي مرجع.
ثم أحضرت أكبر صينية عندي و مشابك ورق كبيرة.
قسمت التصميم إلى ٦ أقسام. و كل قسم إلى صفوف. كل صف جمعت رقعه في ملقط و بالترتيب. ثم صفيته على الصينية بالترتيب. 
حملت الصينية إلى ماكينة الخياطة و إخترت مقطع يوتيوب طويل و بدأت الخياطة.





كلما شعرت أني ضعت، راجعت الصورة على الجوال لأتأكد. و الحمدلله لم أضطر لفتق أي درزة.
و هكذا أكملت وجه اللحاف.

عندما جاء وقت التضريب مرسام تضريب. 
المرسام Stencil هو قطعة من البلاستك غالباً فرغت على شكل رسومات معينة . إخترت مرسامين و رسمت بهما على وجه اللحاف ثم ضربته. ضربت باقي الفراغات تضريب حر.





القص إستغرق مني يومين
الترقيع ٢-٣ أيام
التضريب يومين

مع هذا اللحاف تعلمت الكثير. كان تجربة جديدة بكل خطوة خطوتها. أسميت اللحاف "السداسي الأخير". لأني و أنا أعمل عليه كنت أفكر أني سأتوب توبة نصوح عن السداسيات و أكتفي من الآن فصاعداً بالمثلثات و المربعات و المستطيلات. لكن و أنا أكتب هذه التدوينة و أرى صور اللحاف، أدركت أني لو لم أجازف و أختار هذا التصميم لما شعرت أني قد تميزت بعملي و أضفت إلى قدراتي و مهاراتي. و أني الآن لو قررت أن أقوم بعمل هذا اللحاف من جديد سأستغرق وقت أقل لإنجازه. فالتفكير و التخطيط و التردد و الأخطاء كلها قد تمت و عدت. و المرة القادمة ستكون أسرع و أسهل. فالخطوة التالية صارت الآن واضحة أمامي.

تحياتي
ربة منزل

هناك 4 تعليقات:

  1. كل يوم و مع كل تدوينة يزداد اعجابي بك يا راوية ... ما شاء الله لا قوة الا بالله اللحاف جميل .. سلمت يداك على هذا العمل المتقن

    ردحذف
    الردود
    1. الله يسلمك سمية ... شكراً لمتابعتك المدونة :)

      حذف
  2. ماشاءالله عليكي راوية ، مهما كتبت جد لا يوفيك حقك ، انت مثال رائع لكل سيدة و فتاة

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً راية على تعليقك اللطيف. أرجو أن أظل عند حسن ظنك..

      حذف