السبت، 30 يوليو 2011

The Help الخدم


أثناء تجوالي في مطار دالس منتظرة موعد إقلاع الطائرة، دخلت متجر وجبات خفيفة و صحف. تسوقت ثم إتجهت نحو رف الكتب في زاوية المتجر. عثرت على هذا الكتاب ( الخدم ) و الذي صار له مدة و هو على قائمة الكتب التي أنوي قرائتها.. و بالطبع شريته، فالكتاب خير أنيس في كل زمان و مكان و حتى في الهواء..

يناقش الكتاب حال السود و البيض في الولايات المتحدة خلال القرن الماضي و خصوصاً الستينات حيث كانت حركات المساواة و حقوق الإنسان و العدل على حرب مع عادات و تقاليد المجتمع الأمريكي المنقسم و الذي أسس على العنصرية و التفرقة بين الناس حسب عرقهم أو طبقاتهم الإجتماعية..

بطلات الرواية ( أيبلين) و هي خادمة لسيدة شابة بيضاء (إليزابيث) و مربية لأطفالها و معدة لطعامهم و شرابهم و لكن في نفس الوقت تلزمها سيدتها على إستخدام حمام خارج المنزل لأنها قد تحمل جراثيم سوداء تضر بالعرق الأبيض الذي ليست لديه حصانة ضد العرق الأسود.
( ميني ) و التي تعد من أشهر طباخات المدينة و أفضل العاملات و أسلطهن لساناً، إستغنت عنها سيدتها الكبيرة في السن و أما إبنة السيدة ( هيلي ) فقد نشرت عن (ميني) إشاعات متهمة إياها بالكذب و السرقة حتى لا تتمكن ( ميني ) من العثور على عمل عند عائلة أخرى فتبقى لتعمل عند ( هيلي ) للأبد. بالطبع لم يكن ل (هيلي) ما أرادت.
( سكيتر أو يوجينا ) و هي شابة بيضاء رأت الظلم التي تعاني منه الخادمات رغم تفانيهن في العمل، و قررت أن تجمع قصصهن في كتاب و سعت في نشره رغم الصعوبات و العوائق و تبعات موقفها المساند للسود على البيض.

الكناب ممتع شيق و محزن في نفس الوقت. إحتوى على الكثير من الظرافة و الكوميديا و لكنها لم تؤثر على رسالته الجدية. كما تخللته بعض الحبكات الصغيرة لشخصيات أخرى عانت من الفرقة و جبروت العرق و اللون، و أيضاً تضمن الكثير من الوقائع التاريخية التي وقعت في الستينات مثل مسيرة مارتن لوثر كنغ و خطبته الشهيرة.
 
لغة الكتاب إختلطت بين العامية السوداء و اللهجة الجنوبية. ( Law = Lord ) و ( cryin' = crying ). شعرت في كثير من الأوقات أني أسمع كلام المتحدث و أرى ما يرى و ما يفعل و كأني أعيش معهم لا أقرأ كلمات على ورق. كما أن المشاعر و الآلام كانت خالصة و نقية، كان من الصعب علي كقارئة أن لا أعيشها و أشعر بها و أغضب من حماقة و جهل البعض الكثير.

بالرغم من أن مجتماعتنا المسلمة لا تعاني مما يعاني منه الآخرون من تفرقة اللون إلا أننا نعاني من تفرقة النسب و الحسب و الأصل و التي نهى عنها ديننا و لكننا متمسكون بها بدون سبب بل و نفتخر بمخالفة الشرع. أرجو أن يأتي اليوم الذي نؤمن فيه بأن عملنا و إيماننا هو الذي يصنعنا لا إسم أبائينا و لا ثروة أجدادنا. 


ربة منزل

هناك 3 تعليقات:

  1. غير معرف21/8/11

    waiting for you to see the movie together inshaallah ;)
    Aseel

    ردحذف
  2. أنهيت ليلة البارحة قراءة رواية (عاملة المنزل) للكاتبة الأميركية (كاثرين ستوكيت) أحببت الرواية كثيراً بغض النظر عن الترجمة العربية الركيكة ، أحببت كثيراً شخصية (آيبيلين) وهي عاملة سوداء البشرة تشرف على تربية فتاة صغيرة لا تحظى بالكثير من اهتمام أمها المشغولة بالحياة الاجتماعية لمدينة جاكسون فتكرس (آيبيلين) الكثير من وقتها محاولة أن تغرس فى الطفلة بذور المحبة والتسامح حتى أخر لحظات عملها فى بيت تلك السيدة .

    كما تقدم لنا الروائية كاثرين الكثيرمن المفارقات الساخرة لتناقضات أقوال وأفعال الطبقة الارستقراطية البيضاء لمدينة جاكسون فأحد السيدات الغنيات المترأسة لجمعية خيرية تقدم مساعدات لقبائل بدائية فى افريقيا تتعامى عن رؤية اوضاع الخدم من اصول افريقية فى ظل نظام شديد القسوة والعنصرية ، لتعرى لنا أولئك الاغنياء من أصحاب العقول الفارغة والتفكير السطحى والمشاعر المتبلدة الذين يتخذو من مساعدة الفقراء والمعوزين فى بقاع مختلفة من العالم كنوع من الديكور أو الزينة الاجتماعية تضفى الأهمية المزيفة على تلك الشخصيات .

    ردحذف