أود أولاً أن أشكر AMNA على متابعتها المستمرة للمدونة.
التعليقات التي تكتبونها أعزائي المتابعين و الأسئلة التي تطرحونها، هي مصدر إلهام لي و للمواضيع التي يمكن أن أكتب عنها في المستقبل القريب أو البعيد. هناك من طلب مني وصفة أو تفاصيل عمل حقيبة و غير ذلك، و لم أتمكن حتى الآن من عملها و إضافتها و لكني لم أنساها. بإذن الله سألبي جميع الإستفسارات إذا أمكن، و إلا فأرجو أن تسامحوني.
درس اليوم هو عن بعض النقاط التي يجب أن تراعى قبل البدء في التضريب و خصوصاً للمبتدئين. التضريب عملية سهلة و حالما أتقناها تصبح متعة حقيقية. من من تعرفت عليهم في دورات الترقيع التي أخذتها ينقسمون إلى قسمين: قسم يهوى اللحف للتصميم و الترقيع و آخر يهواها للتضريب فقط، و هؤلاء شعارهم :
It is the quilting that makes the quilt
التضريب هو ما يصنع اللحاف
في البداية من الطبيعي أن نجد التضريب صعباً و بغيضاً، خصوصاً إذا إستعجلنا النتائج في أولى أعمالنا و دققنا على كل عيب و خطأ. لحافي الأول كان مليئاً بالعيوب الشنيعة أثناء الخياطة، و لكن بما أنه بداية، فلم أشأ أن أقف عند كل خطأ و أصححه، بالإضافة إلى أن اللحاف كان لي و ليس هدية لأحد. أهم ما ساعدني عليه لحافي الأول هو التغلب على الرهبة من التضريب الحر. أتذكر عندما بدأت التضريب كانت عضلات كتفي و رقبتي شبه متيبسة و يداي خائفتان من الحركة و كثيرتا التعرق مما زاد الوضع صعوبة. إستغرق التضريب ثلاثة أيام على مراحل. و الحمدلله تم على خير.
بعد ذلك إكتفيت بالتضريب المستقيم بإستخدام ال Walking Foot و هو ما إتبعته في معظم اللحف على المدونة . و لكني لم أترك التضريب الحر. أخذت دورة قصيرة للتعرف على أساسيات التضريب و قرأت و تابعت مدونات أخرى تهتم بالتضريب الحر و اليوم سأشارككم خلاصة ما تعلمت.
أولاً: التضريب الحر يستغرق مدة للإتقان. فكما تعلمتم التحكم بالقلم و الكتابة على الورق في الصف الأول، فإن التضريب سيعلمكم التحكم بالورق (اللحاف) و تحريكه بدل القلم (الإبرة). في كل مرة أجلس و أتدرب أتعلم شيئاً جديد و أستطيع التحكم باللحاف بسهولة أكثر.
ثانياً: من الضروري أن تكون عملية التضريب في مزاج "رايق" و صافي. لا تبدئي و بالك مشغول أو أعصابك مشدودة و إلا ستجدين الخيوط في كل مكان و سيضيع الجهد و تكرهين التضريب، لا سمح الله.
ثالثاً: يجب التأكد من الإضاءة و إرتفاع الكرسي و الطاولة. هذه النقطة جداً مهمة حيث أن الجلوس للتضريب يستغرق وقتاً طويلاً و كذلك تحريك اللحاف، و إذا كانت وضعية الجلوس خاطئة سيضر ذلك بالجسد لأيام ( عن تجربة ). إختاري كرسي مرتفع أو طاولة منخفضة بحيث يكون الذراع على شكل زاوية شبه قائمة و يكون الظهر مستقيماً و الرقبة مرتاحة.
رابعاً: الخيوط المستخدمة يجب أن تكون ذات جودة عالية، و إلا فإن ظهر اللحاف سيكون ملعباً لأعشاش الخيوط و العقد. وزن الخيط الذي ينصح به للتضريب دائماً هو ٤٠.
خامساً: إستغلي وقت فراغك في تدريب دماغك و عينيك على الشكل الذي تنوين إعتماده في التضريب قبل التضريب بأسبوع. هناك الكثير من الأشكال الهندسية أو التعرجات أو العقد و غيرها من التصاميم. إستخدمي ورقة و قلم و أرسمي بهدوء و تركيز كلما سنحت لك الفرصة. هذا التمرين سيسهل التضريب كثيراً خصوصاً إذا في وجدت نفسك محشورة في زاوية.
سادساً: التدرب على زوائد القماش. يبقى لدينا الكثير من الزوائد و القصاصات التي لا نجد لها حاجة من قماش و حشو. يمكن إستغلالها في عمل الساندويتش ( قماش + حشو + قماش )، و التدرب عليها. هذا أمر ضروري أيضاً لمعرفة إن كانت الماكينة و منظم الشد Tension Dial بحاجة للتعديل و هو ما أقوم به في ماكينتي الجديدة و هو أمر يختلف من ماكينة لأخرى. تعديل منظم الشد يجنب إرتخاء الخيوط - بكرة أو مكوك - و ظهور "الرموش" في ظهر اللحاف و التي تحدث خصوصاً في الإنحناءات. التدرب أيضاً يعين على أن نوفق بين سرعة تحريك اليد و الماكينة و معرفة ما يناسبنا.
|
الرموش |
سابعاً: تثبيت الساندويتش أو طبقات اللحاف بالدبابيس المغلقة أو الآمنة و ترك مسافة لا تزيد عن ٤ إنش بين كل دبوس. أحب أن أستخدم قبضة يدي للقياس.
ثامناً: تحديد خط السير. من أين نبدأ و أين ننتهي. تقسيم اللحاف إلى أجزاء أو أرباع يسهل من التعامل مع اللحاف و تحريكه خصوصاً إذا كان الحجم اللحاف كبيراً. أنصح بالبدء بلحف صغيرة ثم الإنتقال إلى متوسطة فالكبيرة.
و أخيراً أحب أن أذكركم و نفسي أن الترقيع و التضريب هواية و حتى تصبح مهارة يجب أن نمنح أنفسنا بعض الوقت لإتقانها.قد يستغرق ذلك أشهر و قد يكون أسابيع، المهم أن لا نستعجل.
كلما شعرت بالإحباط أو بأن صبري بدأ ينفذ، أتوقف عن العمل و أتركه لوقت أو حتى يوم آخر. و دائماً قبل أن أعود للتضريب على اللحاف، أمرن نفسي بالتدرب على ساندويتش جديد.
بالتوفيق للجميع...
ربة منزل