أثناء تصفحي اليومي لموقع بينترست، رأيت زيادة ملحوظة في الأشهر الأخيرة للوح و لحف و أعمال متنوعة صنعت بإستخدام قصاقيص من القطن و الكروشيه و الشيفون و الدانتيل.
و هذا أمر منطقي. فبعد سنوات من الخياطة و العمل مع مختلف خامات القماش، تتكون عند كل خياط أو هاوي أو صانع لحف كومة من القصاقيص يعز عليه أن يرميها في سلة المهملات. فماذا يصنع بها؟
يعيد تدويرها. ما أسهل طريقة؟
كولاج، طبعاََ!
"الكولاج" كلمة فرنسية تعني لصق. ففن الكولاج ببساطة فن قص و لصق، يقوم الفنان بلصق خامات بطريقة تبدو عشوائية و لكنها مدروسة و يكوِن بها عمل فني جديد.
عندمل بدأت التخطيط لمشروعي الصغير السريع، بدأت برسم بسيط على قماش أبيض. حددت الأرض و السماء. ثم بإرتجال و دون قياس، بدأت بقص قماش أخضر و لصقه على الخلفية ليكون العشب.
بعدها إخترت قماش السماء و ثبته بمسحة من الصمغ ، و قصصت الغيوم، ثم المنزل ثم الشجرة. السيدات الصغيرات كن اللمسة الأخيرة للوحة.
حركت المنزل بضع مرات و غيرت الشجرة. بعد أن رضيت عن كل شيء، أخذت اللوحة بحذر - فالقصاصات ليست مثبتة إلا بمسحة صمغ وسطها- إلى ماكينة الخياطة و خيطت حدود كل قصاصة بالخيط الأسود.
الخيط الأسود يعطي كل قصاصة وضوح أكثر. كما أنه يمنع من إندماج الألوان، خصوصاََ المتقاربة في الدرجات. أعتقد أنه يعطي القطعة مظهر طفولي. و هذا يجعل مشروع كولاج القماش مناسب لكل الأعمار. فيمكن للأطفال -بإشراف الكبار- أن يحولوا رسومهم إلى لوحات قماش.
جربت بعض غرز التطريز على القطعة. فأضفت ثمار للأشجار و بعض الورود على العشب و شعاع حول الشمس.
و كلمسة إضافية قمت بخياطة غرزة سراجة حول السحب المتفرقة في سماء اللوحة.
المشروع أخذ ٣ - ٤ ساعات من البداية للنهاية. أبعاد اللحاف النهائي ١٨*١٨ إنش.
قمت به مع مجموعة من صديقاتي، كل منهن تعمل على لوحتها الخاصة. الجميع أقر أن العمل بطريقة الكولاج الشبه عشوائية جديد و رغم بساطته إلا أنه تحدي غير مسبوق.
كوني أحب تجربة الجديد و المغامرة، فقد وجدت هذا المشروع ممتع و مسلي و وسيلة ممتازة لإستغلال القصاقيص. أعتقد أني سأعيد هذه التجربة كثيراََ في المستقبل. ربما مزهرية و زهور؟ ربما طبق فاكهة و قوارير زجاج؟ أو ممكن مباني و ملاهي؟ قد أبحث في رسوماتي و رسومات إخواني و أخواتي عندما كما صغاراََ و أعيد رسمها بالقماش!
كله ممكن..
هل عندكم أفكار أخرى لكولاج قماش؟
تحياتي
ربة منزل