الصفحات

السبت، 7 يونيو 2014

اللحاف الملكي


لهذه التدوينة طعم خاص و إحساس جميل. فأنا اليوم أحتفل بإنجاز أكبر لحاف منذ دخلت عالم اللحف قبل خمس سنوات. و لأنه الأكبر فإنه يستحق إسم مميز: " اللحاف الملكي "


هذا اللحاف طلبية خاصة من متجر درزة. بدأت خياطته أول هذا العام على أمل أن أنهيه خلال شهر. و لكن في نهاية الشهر أدركت أني لن أتمكن من ذلك لعدة أمور: الحجم - التضريب - الوزن.


حجم اللحاف كبير جداً. حوالي ١٢٠ *١٢٠ إنش. و طاولة الخياطة التي أعمل عليها صغيرة جداً. بالكاد تكفي لماكينة الخياطة و بعض المساحة  لذراعي على اليسار. حتى و إن إستعنت بطاولة جانبية أو لوح الكي فإن أطراف اللحاف لم تكن لتبقى مرفوعة عن الأرض.
أما التضريب فلم أستطع أن أحدد التصميم المناسب لهذا اللحاف و هو مالم أكن أتوقعه فوحدته بسيطة و مكررة. قضيت ساعات و أنا أتصفح و أقرأ الكتب التي إشتريت عن التضريب و أتخيل التصميم على اللحاف و أرسمه على الورق ثم أبدله بآخر ثم أبحث في الإنترنت عن أفضل تضريب حر للحاف بهذا الحجم و بوحدة مكررة دون أن أجد ضالتي.
بعد أسابيع من التفكير قمت بشراء قوالب بلاستيكية مثل هذه من أحد المواقع لأستخدمها في التضريب لأدرك بعدها أن هناك عائق ثالث: الوزن. لحاف بهذا الحجم ثقيل الوزن. فهو أكثر من ١٥ متر من القماش بينها حشو من القطن. و علي أن أحرك هذا كله تحت الإبرة و أسند باقي القماش على كتفي و أتحايل عليه ليتحرك دون عوائق.



بدأت أستوعب أن هذا اللحاف مغامرة ليست بالهينة ، بل أقرب إلى السهل الممتنع. إنشغلت بعدها لفترة بالإنتقال للجبيل و الإستقرار في مسكني الجديد. و إنتقل معي اللحاف بأجزائه الثلاثة ( الوجه - الحشو - الظهر )، كل جزء في سلة.
و مر شهران. خلالهما كنت كلما رأيت أجزاء اللحاف أشعر أني فيكتور فرانكنشتاين و أن قطع القماش تنظر إلي بغضب و بصبر نفذ منذ زمن ، متى ستُجمع أجزائه المفرقة و يصبح واحداً كاملاً؟! 


ثم وجدت الفرج و لله الحمد في الإنستغرام. إحدى المتابعات العزيزات أرسلت لي حساب مملكة الحرف. كنت قد سمعت عن مملكة الحرف منذ مدة و نويت أن أزور المتجر الواقع في مدينة الجبيل الصناعية. كما أن الكثير سألوني عن صاحبته نورة عندما زرت معرض اللحف الأخير في الظهران. لم أدرك أن هذا المتجر يقدم خدمة التضريب. لذا سعدت جداً عندما رأيت صور ماكينة التضريب ذات الذراع الطويل long arm quilting machine على موقع مملكة الحرف و حساب الإنستغرام.


و لأختصر عليكم القصة فقد أخذت اللحاف و إخترت التصميم من كاتالوج كبير مليء بما يسعد العين و ينعنش القلب. بعد أسبوع كان اللحاف جاهزاً للإستلام. أضفت إليه البرواز الأحمر الذي غلف أطرافه و حلقت عالياً و أنا أفرش اللحاف لأراه كاملاً. لم يكن لحافي فرانكنشتايني أبداً. كان بهيجاً و جميلاً و ملكياً. 


صورت البارحة اللحاف بمساعدة إخوتي. طبعاً كانت هناك مساعدات أخرى ملقوفة أبت إلا أن تكون جزء من جلسة التصوير.

 
تحياتي
ربة منزل

هناك 4 تعليقات:

  1. ما شاء الله
    إنجاز تسلم يدك ..
    ومملكة الحرف خدماتهم جيدة وشغلهم جميل وصاحبتهم سيدة رائعة ...
    وابنتها هيفاء من اجمل الناس اللي قابلتهم ..

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً وفاء. الله يسلمك. أسعدتني معرفتهم جداً و بإذن الله تصير لي فرصة أتعرف عليهم أكثر إن شاء الله.

      حذف
  2. إيش نوع المكينه إلي تستخدميها ؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. أستخدم أكثر من ماكينة. تجدينهم في تسمية "ماكينة خياطة".

      حذف